بسم الله الرحمن الرحيم
*من وحي الذكريات*
بقلم:
*الشيخ أحمدسالم ولدأحمدو-أستاذسابق بثانوية مكطع لحجار*
في شتاءجميل يتميز بتوازن في الطقس(شمس ساطعة في النهار وليل يمتاز ببردخفيف)تم تحويلي من طرف وزارةالتهذيب الوطني إلى إعداديةمكطع لحجار سنة1986مدرِّساً لمادة العلوم الطبيعية ولقيت في مدينة مكطع لحجار المحروسةمن الأنس والألفة مالم أكن أتوقعه ،فأناإذذاك شاب في منتصف العشرينيات من العمر ولم يسبق لي أن سافرت بعيدا عن محيطي الإجتماعي.
فمنذ قدومي على تلك المدينةالوقورةليلةالجمعة (7نوفمبر1986)وأناموضع إكرام وتقدير واحترام من طرف الجميع جزاهم الله خيرا حتى غادرتها في مستهل يونيو 1989.
وللإشارةفلم تكن مغادرتي لهاإلالظروف قاهرة (أي الإستفادةمن تكوين في المدرسةالعلياللتعليم بانواكشوط).
باشرت العمل بالمؤسسةيوم السبت(بدايةالأسبوع آنذاك)الموافق 8نوفمبر1986وقضيت 3سنوات في تلك المؤسسة التي كانت تمثل بالنسبةلي حقلا تربوياوأكاديمياوأخلاقيا قل نظيره…
لقدأحسست وأناأمارس أول تجربتي المهنيةفي تلك المؤسسة بدفء خاص وجومن الوقار والسكينة جعلني أستثمرمالدي من معلومات متواضعةفي أرض معطاءوتربةخصبةفاستفدت أكثرمماأفدت.
نعم استفدت من جوتلك المنطقةالذي يطبعه الهدوء والأخلاق الفاضلةالتي هي نتيجة الإشعاع العلمي والثقافي والروحي الذي خص الله به تلك البقعةمن هذا الوطن…..
لقداكتشفت منذالوهلةالأولى أن مردذلك كله يعودلطبيعة السكان الطيبين:منبع العلم والفضل والصلاح سكان تلك المنطقةالتي أنجبت علماءومشايخ وأمراء وأدباء وشخصيات اجتماعية
و سياسية….
سطروا أسماءهم في سجل تاريخ هذه البلاد.
ومازلت أحتفظ ببعض الأرشيف والذكريات المتعلقة بتلك الحقبة الجميلة.
فلدي بعض البحوث التي أعَدَّها بعض التلاميذكماأحتفظ بنماذج من نتائج العمل السنوي وضبط حضورالتلاميذ
في صورة كشوف توضح بشكل جليٍّ تميُّزَ تلاميذثانوية مكطع لحجار من مختلف المستويات الدراسية وانضباطهم وتلاحمهم مع مؤطريهم بارك الله فيهم.